الأربعاء، 3 أكتوبر 2007

مظاهر رمضانية ( المسحراتى ) مهنة الشهر الواحد

اصحي يا نايم وحد الدايم
وقول نويت بكرة إن حييت
الشهر صايم والفجر قايم
ورمضان كريم
يا عباد الله وحدوا الله


كلمات تعودنا ان نسمعها دائما مع دقة الطبلة الشهيرة لتوقظنا من النوم لتناول وجبة السحور مع شخصية المسحراتى ونداؤة اليومى طوال ليالى رمضان وفرحة الاطفال بهذا النداء حين يقوم المسحراتى بالنداء على الاطفال باسمائهم اصحى يا محمد وحد الدايم اصحى يا فاطمة

فى عهد الرسول صلى الله علية وسلم كان المسلمون يتعرفون على وقت السحور بأذان بلال بن رباح ويعرفون وقت الامساك بأذان عبد الله ابن أم مكتوم
وفي مكة كان "الزمزمي" ينادي من أجل السحور وكان يتبع طريقة خاصة بحيث يرخي طرف حبل في يده يتدلى منة قنديلان كبيران حتى يرى نور القنديلين من لا يستطيع سماع ندائه من فوق المسجد
ظهرت مهنة المسحراتى فى العصر العباسى فى عهد الخليفة جعفر بن محمد المتوكل وقد قام والى مصر عتبة ابن اسحاق عام 238 هجريا بمهمة المسحراتى لايقاظ اهل القاهرة للسحور حيث كان يطوف من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص فى الفسطاط منادياً " عباد الله تسحروا فأن فى السحور بركة " .
فى عهد الدولة الفاطمية امر الحاكم بأمر الله الناس بالنوم بعد صلاة التراويح وأمر جنودة بأن يمروا على البيوت ويدقوا الابواب لايقاظ النائمين ايذاناً بموعود السحور
وبمرور الوقت تم تعيين رجل لقيام بمهمة المسحراتى وكانت مهمتة الدق على الابواب لايقاظ النائمين و النداء " يااهل الله قوموا تسحروا "
ويعتبر ابن نقطة اشهر مسحراتى حيث كان موكلا إليه إيقاظ الخليفة الناصر لدين الله العباسي، فقد كان ابن نقطة يتغنى بشعر يسمى "القوما" مخصص للسحور، وهو شعر شعبي له وزنان مختلفان ولا يلتزم فيه باللغة العربية، وقد أطلق علية اسم القوما لأنه كان ينادي ويقول: "يا نياما قوما.. قوما للسحور قوما"، وقد أعجب الخليفة بسلامة ذوقه ولطف إشارته. وعندما مات أبو نقطة خلفه ولده الصغير وكان حاذقاً أيضا لنظم "القوما"، فأراد أن يعلم الخليفة بموت أبيه ليأخذ وظيفته فلم يتيسر له ذلك، فانتظر حتى جاء رمضان ووقف في أول ليلة منه مع أتباع والده قرب قصر الخليفة وغنى القوما بصوت رقيق رخيم فاهتــــز له الخليفة وانتشى، وحين هم بالانصراف انطلق ابن أبي نقطة ينشد: يا سيد السادات لك في الكرم عادات، أنا ابن أبي نقطة، تعيش أبي قد مات، فأعجب الخليفة بسلامة ذوقه ولطف إشارته وحسن بيانه مع إيجازه، فأحضره وخلع عليه ورتب له من الأجر ضعف ما كان يأخذ أبوه.
شهدت مهنة المسحراتى تطوراً على يد المصريين حيث تم استبدال الدق على الابواب بالعصا الى الدق على الطبلة التى تسمى "بازة " وهى عبارة عن طبلة من جنس النقارات ذات وجه واحد من الجلد مثبت بمسامير ، وظهرها من النحاس أجوف وبه مكان يمكن أن تعلق منه يمسكها المسحراتى بيدة اليسرى وبيدة اليمنى يمسك بسير من الجلد او عصا صغيرة ويدق بها على البازة وقت السحور منادياً فى العشر الاوائل من رمضان جئت يا شهر الصيام بالخير واليمن والبركات
العشرة الوسطى منادياً "يا نصف رمضان يا غفران الذنوب" و في العشر الأواخر ينادي: "وداعا يا رمضان يا شهر الكرم والإحسان" وفى آخر الشهر ينادى "يا وحشة لك يا شهر الصيام".

ليست هناك تعليقات: