الخميس، 8 مايو 2008

اوبرا عايدة

تم اكتشاف مخطوطات اوبرا عايدة من قبل عالم الاثار الفرنسي "اوجست ماريتا" في وادي النيل، والمخطوطة عبارة عن قصة من 4 صفحات،ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي ( الليبرتو ) جيسلا نزوني وبعد ترجمتها سلمت الى الموسيقار الايطالي "فيردي" في عام 1870 من اجل تأليف اوبرا عايدة بطلب من الخديوي اسماعيل، وضع فيردي الموسيقى لاوبرا عايدة مقابل 150 الف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وكلفت 250 الف فرنك، وقد امر الخديوي اسماعيل ببناء دار الاوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، قام بتصميمها مهندسان ايطاليان هما "أفوسكاني"و" روسي"، انشئت الاوبرا بين حي الازبكية وحي الاسماعلية و تم استخدام العديد من الرساميين والمصورين لتجميل الدار برسوم وصور لكبار الفنانيين من الموسيقين والشعراء، وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور اوبرا عايدة من باريس لم تعرض في الاحتفالية وقامت فرقة عالمية ايطالية بتقديم اوبرا" ريجوليتو" على مسرح دار الاوبرا الخديوية وهو الاسم الذي اشتهرت به آنذاك
الاوبرا بشكل عام هو عمل درامي موسيقي يتخلله حوار غنائي، واوبرا عايدة عبارة عن قطعة تياترية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها اغاني موسيقية متوزعة على 4 فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، تحكي عن قصة الحب التي نشأت بين الأسيرة الحبشية عايدة وراداميس قائد الجيش المصري، الذي حكم عليه بالاعدام فرعون مصر بعد ان ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة الى الحبشة، قدمت اوبرا عايدة لاول مرة عام 1871 على مسرح دار الاوبرا القديمة الخديو ولم يتمكن فيردي من الحضور ، وعرضت في أوروبا لأول مرة علي مسرح لاسكالا بإيطاليا في فبراير 1872
فيردي مؤلف الأوبرات التي تعد تمثيلا للأوبرا الإيطالية ، وقد حازت معظمها نجاحا كبيرا علي المستوي الفني والجماهيري ، بدأت شهرته منذ ألف أوبرا " نابكو " عام 1843 ، وازدادت بعد تأليفه الأوبرات الثلاث واسعة الانتشار " ريجوليتوـ 1853 ، " لاترافياتا ـ 1853 ، وذروة النجاح والشهرة مع أوبرا عايدة ـ 1871 "، وبعد انقطاع لمدة 16 عاما بدأ فيردي مرحلته الأخيرة في كتابة الأوبرات فأبدع " عطيل ـ 1877 ، فالستاف ـ 1892"0
تتميز الموسيقي الغنائية فيردى بدقة إحساسه بالصوت البشري ، فقدم أنماطا نموذجية للكتابة للأصوات البشرية ، وفي أوبرا عايدة بعد عن تقاليد الأوبرا العادية ذات الفقرات الغنائية علي حساب الدراما ،من أغاني فردية وثنائية وثلاثية00وغيرها لتتصل مع بعضها بالكلام المغني ( الريستاتيف )، لذا فقد تتبع التلحين الغنائي الخط الدرامي ، فقد تجنب فيردي التوازن والتناسق في الجمل الموسيقية ، وتقلص التباين بين الأغنية الفردية ( الأريا ) ،والكلام المغني ( الريستاتيف ) ، كما استخدم الألحان الدالة علي كل شخصية رئيسية فجعل لها لحنا خاصا بها يدل عليها ، مثلا دخول الكهنة يتكرر مع دخولهم ، لحن أمنيريس يرافق دخولها للمسرح ، وحاول فيردي ابراز مصرية الأحداث فأدخل بعض الألحان الشرقية مثل رقصة العبيد ، وموسيقي الباليه في الفصل الأول ، وتتنوع الموسيقي وتتباين حسب الأحداث والجو النفسي متتبعة الخط الدرامي في دقة إحساس وحرفية فنية عالية ، ويظل مارش النصر من أكثر أجزاء الأوبرا شهرة وشعبية

ليست هناك تعليقات: